اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5023 سبتمبر 2022 - 13 توت 1739 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

نماذج مضيئة لمرتلي الكنيسة (2) - المعلم رشدي عياد (1914-1998م)

الراهب القمص أبرآم الأبنوبيّ باحث في الألحان القبطية - دير مار مينا المعلق

23 سبتمبر 2022 - 13 توت 1739 ش

وُلِد المعلم رشدي عياد بطرس جرجس بأبنوب - أسيوط من عائلة تقية غنية بالإيمان، وسيم شماسًا بيد الأنبا ثاؤفيلس أسقف منفلوط وأبنوب (1905-1929).

تعليمه: عند سن 8 سنوات التحق بكُتاب الكنيسة عند المعلم مشرقي الكبير (1885-1951م)، والمعلم عبد النور الكبير (1890-1962م)، وتعلم وأتقن القراءة والكتابة بطريقة برايل. وكان رجلًا مثقفًا يشترك اشتراكًا شهريًا في بعض المجلات الثقافية التي تأتي إليه وذلك لمحبته للعلم والمعرفة، وكان يروي لأولاده فيما بعد الكثير من تلك المعلومات. التحق أيضًا بالمدرسة الإكليريكية للدراسات اللاهوتية بمنفلوط، والتي أسسها الأنبا لوكاس العلّامة صاحب التحفة اللوكاسية (سيم مطرانًا سنة 1930م، وتنيح في 7 يناير1965م)،، وهي مدرسة متخصصة في شتى علوم الكنسية والألحان القبطية، وكان الهدف الأساسي لهذه المدرسة هو وتثقيف الشمامسة روحيًا وطقسيًا لإخراج مرتلين وكهنة قادرين على قيادة الكنيسة، لذلك درّس بها نيافته شخصيًا الألحان القبطية، وكان يساعده في تسليم الالحان المعلم فؤاد الكبير بمنفلوط، وبعض الدراسات الأخرى مثل اللاهوت الطقسي واللاهوت العقيدي، وبها أيضًا دراسة الكتاب المقدس واللاهوت الروحي واللغة القبطية، وكان نظام الدراسة بها 4 سنوات صباحًا ومساء، وكان الأنبا لوكاس يعتمد كل عام شهادات التخرج من الإكليريكية ويسيم بعضًا من الطلبة في الرتب الكهنوتية (الدياكونية والقسيسية).

كان المعلم رشدي متفوقًا في كل هذه الدراسات، وكان ذا تركيز شديد وذاكرة فولاذية وأذن موسيقية جعلته يتسلم الألحان الكنسية الكبيرة والصغيرة والمناسبات وأسبوع الآلام وتسبحة وألحان شهر كيهك بسهولة وإتقان بارع، وأكمل دراسته وتخرج منها سنة 1947م تقريبًا.

خدمته: ألحّ عليه كثيرًا رهبان الدير المحرق لكي يستقر معهم بالدير لتعليم الرهبان هناك قبل زواجه، ولكنه فضل ان يخدم في العالم قائلًا إن العالم يحتاج خدمة أكثر من الدير، فبعد تخرجه من المدرسة الإكليريكية بمنفلوط، بدأ خدمته سنة 1948م بكنيسة رئيس الشمامسة استفانوس بمدينة قوص، وخدم بها اثنتي عشرة سنة، ثم طلبوه ليخدم في مسقط رأسه، فرجع إلى كنيسة مارجرجس بأبنوب من سنة 1960م حتى نياحته. تميز ببعض الألحان المحلية مثل: توزيع صوم الآباء الرسل بلحن قارب على الاندثار الآن - طريقة الإبصالية والمديحة الآدام لشهر كيهك - لحن nieqnoc throu الدمج. ولقد قمنا بإضافة هذه الألحان للطقوس التي قمنا بتسجيلها، وتواصل معي المرتل ألبير جمال بكندا لكي يستعين به كمصدر لمرد الشعب "يا رب ارحم" الحزايني بعد الترحيم الكيرلسي في مصادر القداس الكيرلسي، ولذلك قمنا بنعمة الله بجمع ذلك التراث في أكثر من عشر سنوات من البحث والتنقيب على ذلك الكنز الثمين إلى أن أصدرنا اسطوانة من دير الشهيد العظيم مارمينا المعلق بجبل ابنوب تحوي كثيرًا من الألحان الكبيرة والصغيرة بصوته، لكي تتمتع بها الأجبال القادمة.

صفاته وفضائله:

اتصف المعلم رشدي عياد بأمانته الشديدة جدًا فيما تسلمه من الألحان، سواء من معلمي أبنوب القدامى أو من معلمي منفلوط في المدرسة الاكليريكية اللاهوتية، وعدم تغيير هذه الألحان، وتدقيقه في تسليم الألحان للشمامسة.

كان ضليعًا في اللغة القبطية، وأيضًا في العربية بتشكيلها وإعرابها. كما كان مرجعًا طقسيًا للشمامسة، فكان يهتم جدًا بإتمام الطقس كاملًا في كل المناسبات، ويرفض اختصار الألحان أو الطقوس معتبرًا ذلك عدم أمانة.

كان رجلًا مصليًا، ويتمم صلاة وتسبحة باكر وحده إن لم يجد أحدًا، منتظرًا رفع البخور.

نياحته:

رغم مرضه في آخر أيامه، فلقد كان يغصب نفسه بكل ما يملك من قوة للذهاب إلى الكنيسة والخدمة التي أحبها طوال حياته، إلى أن أسلم روحه الطاهرة في 10 اغسطس سنة 1998م بعد خدمة للكنيسة دامت أكثر من خمسين سنة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx