عقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، السيمينار التاسع للآباء أعضاء المجمع المقدس، في الفترة من الأربعاء ١٦ نوفمبر إلى الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠٢٢م، في مركز لوجوس البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث تم بحث ومناقشة موضوع "الدور المجتمعي للكنيسة القبطية"، بمشاركة ١١٦ عضوًا.
وألقى قداسة البابا محاضرة في الجلسة الافتتاحية، تناول قداسته فيها خمسة ملامح يجب أن تميّز الدور المجتمعي للكنيسة ليكون مؤثرًا وفعَّالًا، وهي:
١- تجديد الأذهان: مراجعة أفكارنا وأساليبنا والتطوير المستمر لهما.
٢- تقدير المكان والزمان: تقدير احتياجات المجتمع وفقًا لقاعدة "المكان والزمان".
٣- تخطيط للبنيان: ضرورة وجود خطط لأجل بنيان ونمو العمل.
٤- إعداد وإتقان: حسن اختيار كافة العناصر، والتجهيز اللائق واحترام التخصص.
٥- تحرير الإنسان: إطلاق الطاقات الإنسانية في كافة المجالات.
وأكد قداسة البابا في بداية المحاضرة أن الدور المجتمعي للكنيسة هام جدًا، ويأتي في المرتبة التالية مباشرة للدور الروحي الذي هو إعداد الإنسان للسماء.
وفي الجلسة الثانية عُرِض فيلم تسجيلي عن ملتقى الشباب الذي أُقيم في أغسطس الماضي لشباب إيبارشيات خارج مصر، كما تضمنت الجلسة عرضًا للتوصيات الختامية لسيمينار العام الماضي، تلا ذلك عرض توضيحي لموضوع الكفالة وما يُسمّى بالرعاية البديلة.
وتضمّن جدول السيمينار عشر جلسات بما فيها الجلستان الافتتاحية والختامية، نوقشت خلالها الخدمات التي تقدمها الكنيسة للمجتمع من خلال: المدارس، بيوت المغتربين والمغتربات، المستشفيات، بيوت المسنين، دور الإيواء والملاجئ، بيوت ومراكز خدمة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بيوت ومراكز علاج الإدمان، وخُصِصَت الجلسة الثامنة لاستعراض الجهود الكنسية المقدمة من خلال: مراكز التدريب المهني، المشروعات الصغيرة، القروض، التوظيف.
وكانت كل جلسة يديرها أحد الآباء الأساقفة، وتشمل عرضًا لتاريخ وواقع الخدمة، وأيضًا تقديم رؤية مستقبلية لهذه الخدمة، ثم تُفتح المناقشة لكل الأعضاء لتبادل الخبرات وتقديم التوصيات المقترحة لتقديم هذه الخدمة بصورة أفضل.
وتخلّل فعاليات السيمينار احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم الجمعة ١٨ نوفمبر بالعيد العاشر لجلوس قداسة البابا تواضروس الثاني على كرسي القديس مارمرقس الرسول، كاروز الديار المصرية.
وصلى قداسة البابا القداس الإلهي في كنيسة التجلي، وشاركه الآباء أعضاء المجمع المقدس.
وفي لفتة مؤثرة احتفل أعضاء المجمع المقدس بقداسة البابا، وألقى نيافة الأنبا أندراوس مطران أبوتيج وصدفا كلمة محبة نيابة عن أعضاء المجمع، أعرب خلالها عن تقدير أحبار الكنيسة وشعبها للعمل الدؤوب الذي يقوم به قداسة البابا بكل المحبة والعطاء والاحتمال عبر العشر سنوات الماضية، متمنيًا لقداسته المزيد فيما هو قادم.
اُختُتم السيمينار بكلمة رائعة لقداسة البابا تواضروس الثاني الذى قدم فيها عدة توصيات، كان من أبرزها التأكيد على مساندة الكنيسة لجهود الدولة في المشروعات التنموية، وحثّ أولاد الكنيسة على تقديم المحبة العملية، ودعم مبادئ التعايش المجتمعي، مع ضرورة أن تتميز المشروعات الخدمية بالدقة والإبداع والضمير الصالح.
الرب يستخدم كل عمل لمجد اسمه القدوس.
