اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5018 نوفمبر 2022 - 9 هاتور 1739 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

بمناسبة العيد العاشر لجلوس قداسة البابا تواضروس الثاني
على كرسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية 
البابا تواضروس الثاني أيقونة المحبة

القس بيشوي حلمي أستاذ اللاهوت بالكلية الإكليريكية وكاهن كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا

18 نوفمبر 2022 - 9 هاتور 1739 ش

نحتفل معًا في يوم 18 نوفمبر، بالعيد العاشر لجلوس قداسة البابا تواضروس الثاني على كرسي كنيسة الإسكندرية. وفي الواقع إن كل من يتعامل مع قداسة البابا تواضروس عن قرب أو بُعد، يستشعر صفة أساسية تميز قداسته -ضمن ما يتصف به من صفات وفضائل جميلة- هي المحبة الخالصة والباذلة للجميع من قلب نقي. وسأعرض لك عزيزي القارئ في السطور التالية لبعض من جوانب هذا:

- رفع البابا شعارًا جميلًا يسلك به دائمًا قولًا وعملًا، وهو «المحبة لا تسقط أبدًا»، وهو بهذا يعلن عن منهجه في محبته للجميع، وهو يثق أن المحبة التي يقدمها لن ترجع فارغة بل ستأتي بثمارها مع الأيام والسنين.

- وهو يؤمن بالحب ويصفه بأنه مفتاح قلب أي إنسان، فيقول تحت عنوان "الحب وجودنا": "الحب شعور وإحساس يفهمه الإنسان بدرجات متفاوتة، ويُعبّر عنه قولًا أو فعلًا أو سلوكًا أو إحساسًا أو شعرًا أو فنًا... إلخ، ويُعتبر الحب هو مفتاح قلب أي إنسان في كل زمان وفي كل ومكان... الإنسان كائن جائع إلى الحب يحتاج أن يشبع، والنفس الشبعانة (من الحب أساسًا) تدوس العسل (أي إغراء آخر)". (كتاب ادخل إلى مخدعك، صـ18).

- ويتكلم عن حاجة العالم اليوم إلى الحب، فيقول: "العالم اليوم في أشد الحاجة إلى المحبة النقية الحقيقية" (كتاب خطوات، صـ56).

- ويذكر أن المحبة تشكّل كيان الإنسان كله، فيقول: "المحبة تشكّل كيان الإنسان وحياته وفكره وطريقة معاملاته" (كتاب درس من عظة جـ1، صـ7).

- ويتكلم عن فن فريد من نوعه، يُسميه "فن الحب"، فيقول: "اتقن فن الحب، كيف تحب الحياة، وكل إنسان، والخليقة كلها" (كتاب درس من عظة جـ2، صـ66).

- ويرى أن الحب هو محور أركان العبادة، فيقول: "إذا كانت الصلاة تعبيرًا عن حبنا لله وبها ننال قوة حقيقية، وإذا كان الصوم تعبيرًا حب نحو النفس حيث تتنقى بتوبة حقيقية، فإن الصدقة هي أيضًا تعبير حب نحو الآخر أو نحو الناس بلا تفرقة أو تمييز، بل هي الترجمة للصلاة والصوم، حيث نقدم أعمال الرحمة العديدة تأكيدًا لعمل الصلاة والصوم، فننطلق نحو الناس بالحب الصادق" (كتاب ادخل إلى مخدعك، صـ15).

- ويشير إلى أن المحبة يجب أن تكون هي الدافع لكل عبادتنا، فيقول: "لا بد أن تكون المحبة هي الدافع وراء صدق المشاعر التي نقدم بها عبادتنا وعطايانا لله، وللآخرين" (كتاب خطوات، صـ45).

- ويتكلم عن علاقة الحب بالصلاة، فيقول: "الصلاة في مفهومها الروحي هي في الأساس لقاء حب بين الله والإنسان، وهذا اللقاء هو لقاء طوعي واختياري، وليس فرضًا، وليس واجبًا" (كتاب منهج الحب في الحياة الروحية صـ31).

- وكذلك عن علاقة الحب بخدمة الآخرين، يقول قداسته: "الخدمة هي التعبير الظاهر عن المحبة الحقيقية" (كتاب يوميات الفرح صـ34).

- ويذكر أن المحبة تصنع العجائب حتى مع الشخص العنيد، فيقول: "المحبة تصنع العجائب، فإذا تلامس المعاند مع من يحبه سيتغير تمامًا" (كتاب درس من عظة جـ1، صـ30).

- وهو ينادي بالحب لكل إنسان، فيقول: "الحب يُوجَّه مباشرة إلى الإنسان الآخر لكونه إنسانًا، وليس لأي سبب آخر" (كتاب درس من عظة جـ1، صـ7).

- ويربط قداسته بين الحب والبذل، فيقول: "الذي لا يستطيع أن يبذل، هو إنسان لا يحب، فإذا أحب، بذل كل شيء" (افتتاحية مجلة الكرازة، عدد 6 نوفمبر 2022م).

+ ويقدم النصائح الحياتية الآتية في مجال المحبة والعلاقات الإنسانية:

- "لا تسمح أن تدخل في قلبك أية كراهية لأي إنسان مهما صنع، وحوِّل هذه المشاعر إلى حب وصلاة" (كتاب درس من عظة، جـ1، صـ50).

- "لا تنتظر أن يحبك الآخر أولًا، بل قدّم أنت له حبك أولًا" (كتاب درس من عظة جـ2، صـ16).

- "لا يهم مقدار ما تقدمه، ولكن ما يهم هو المحبة في هذا العطاء" (كتاب درس من عظة جـ1، صـ57).

- "تستطيع أن تخدم وتنجح إذا امتلأ قلبك بالمحبة" (كتاب درس من عظة جـ1، صـ7).

- ويوصي قائلًا: "لتصر كل أموركم في محبة: عدم المحبة هو سبب الانشقاقات، بل هو سبب كل ضعف. إذًا المحبة يجب أن تسود في المعاملات والمشاعر والأفكار والسلوكيات" (كتاب على أصابع اليد الواحدة، صـ38).

- ويذكر أن كل البشر هم أحباء لنا، فيقول: "ليس لنا عدو إلا الشيطان، فكل البشر مهما كانوا هم أحباء لنا" (كتاب درس من عظة جـ1، صـ7).

ولقد تُرجمت هذه المفاهيم في علاقات محبة عملية لقداسته، مع كل الناس من مختلف الفئات والأطياف، في الداخل والخارج، فهو بحق قلب مفتوح بالحب للجميع حتى للمختلفين معه. بل حتى للمسيئين إليه، وهو نموذج جميل ورائع للمحبة الباذلة، فهو يعطي وقته وجهده وعمره في عمل مستمر وسهر دائم، يقدم في جهد كبير خدمة ومحبة واهتمامًا بكل أحد، وتتعجب عزيزي القارئ حينما تعلم أن قداسته يرد بنفسه على كل رسالة تأتيه، ورقية كانت أو تليفونية، كما تندهش أنه لم يغير رقم تليفونه بعد أن صار بطريركًا، وهذا يعني أنه البابا المتاح للجميع، والذي يمكن الوصول إليه بسهولة كبيرة، وبالطبع فإن هذا يكلّفه الكثير جدًا من المجهود إلى جانب مسؤلياته الجمّة.

هذا هو بابانا "أيقونة المحبة".. إننا ننتهز هذه الفرصة الطيبة، ونهنّئه بالعام العاشر لجلوسه على الكرسي المرقسي، ضارعين لله أن يعطيه أيامًا هادئة مجيدة وأزمنة سلامية مديدة، وإلى منتهى الأعوام يا قداسة البابا الغالي والحبيب.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx