أبانا الحبيب القديس البابا شنوده الثالث

كم تعلمنا من قداستكم.. وكم افتقدناكم جدًا..

- تعلّقت روحي بقداستكم منذ أن كنت فتىً صغيرًا من خلال كتاب "انطلاق الروح".. وقد حفظنا أشعار قداستكم عن ظهر قلب، وترنمنا بها.. وصارت مادة لاجتماعات الصلاة في بلادنا المحبوبة بالصعيد..

- وكم كنت اشتهي أن أرى قداستكم مجرد رؤية العين وأقبّل أياديكم الطاهرتين.. وقد حباني الله أن أكون تلميذكم وخادمكم كل يوم لأكثر من عشرين عامًا.. أنهل من ينابيع حبكم ومعرفتكم وحكمتكم..

- كم تعلمنا من قداستكم القلب الكبير الذي يحوي الكل..

- كم تعلمنا منكم القلب الكبير، الذي يندر أن يتضايق.. كقول قداستكم المشهور: "الضيقة هي التي لا يتسع لها القلب، أما القلب الكبير فلا يتضيّق في شيء".

- كم تعلمنا منكم القلب الروحاني الواسع (كورنثوس الثانية 3: 16).. كنهر سرعان ما يفترش فيه كل الشوائب، ليقدم للجميع ماءً رائقًا صافيًا بالحب..

- كم تعلمنا من قداستكم طريقة التفكير الموضوعية، بنظرة شاملة، بعيدة الأفق..

- كم تعلمنا دقّة توقيت أخذ القرار بحكمة فائقة..

- كم تعلمنا من قداستكم النفسية القوية (بالله)، التي لا تهتز بالمشاكل إطلاقًا..

- كم تعلمنا من قداستكم عدم المجاملة إطلاقًا في العقيدة أو الحق.. فلم يحدث إطلاقًا أنكم فرّطتم في حق شعبكم أو كنيستكم.. وكم أشهد على ذلك..

- كم تعلمنا من قداستكم مبادئ رعوية كثيرة.. والاهتمام بكل أحد.. والحنو البالغ بأخوة الرب الأصاغر..

- كم تعلمنا من قداستكم احترام كل أحد.. والمصداقية الشديدة في التعامل.. ومبدأ عدم خلط الأوراق.. ومبدأ التعب الكثير كيما ترتاح الرعية..

- كم تعلمنا من قداستكم دقة التعبير، بل ودقة النحو والتشكيل، وقوة تاثير الكلمات، والإجابات الحاضرة الهادئة السديدة.. في أسلوب بسيط وعميق وروحاني..

- كم تعلمنا من قداستكم الكثير والكثير.. وكم افتقدناكم بالأكثر جدًا.. ونحن نثق أن قداستكم لا تنسانا أمام عرش النعمة