عجيب هو الرب فى قدسيته
الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية
08 مارس 2013 - 29 أمشير 1729 ش
ونحن نتذكر خليفة القديس مرقس الرسول ١١٧، أبانا طيب الذكر، مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث، تتعجب من عمل الله العجيب في قديسيه. الله الذي يعطي بسخاء المواهب والنعم والبركات لكل انسان يضع محبة الله في قلبه ويعمل باجتهاد على قدر طاقته من أجل الله وتنفيذ وصاياه، فإن الله يفيض عليه من المواهب والنعم والبركات. وهذا يتجلّى بقوة في حياة البابا الراحل الأنبا شنوده الثالث الذي عاش لله والعمل بوصاياه، فأغدق الرب عليه من المواهب في الشعر والعلوم والمعرفة حتى حصل علي العديد من شهادات الدكتوراة الفخرية من أشهر الجامعات في العالم، وسطر القصائد الشعرية في المجالات الدينية والرهبانية والكتابية وحتى الترفيهية، وتفاعلت معها القلوب والعقول. وعاش في حياة الصلاة والتسبيح والانفراد والوحدة في خلوة مع من تحبه نفسه، وخدم وطنه من كل قلبه، وعلمنا مقولته الرائعة التي يتغنّى بها كل وطني أصيل: "إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا". وأحب الجميع في كل مكان، وأحبه الجميع حتى اطلقوا عليه: "بابا العرب". وفي علم اللاهوت كان عالما ومدرسًا مبسِّطًا ما عسر فهمه، فكان عميقًا وبسيطًا في تعليمه سواء لشعبه في عظاته، وأيضًا في تعليمه لطلبة الإكليريكيات التي انتشرت في الداخل والخارج في حبريته المباركة. فكان بالحق الللاهوتي حامي الإيمان وأثناسيوس هذا الجيل.
لقد رأينا فيه الأنبا أنطونيوس في الرهبنة، والبابا اثناسيوس في الدفاع عن الإيمان، وتمثّل في قداسته العالِم والمفكِّر والمبدع والعديد من المواهب، وقوة الإيمان والمحبة، وروح الخدمة والبذل والتضحية والتعب لأجل راحة الجميع، والمحبة لمصر وكل شعبه في أنحاء العالم. فقد ترك لنا تراثًا لمنفعة أجيال قادمة. ومن محبة الله لنا أن اختارت العناية الإلهية أحسن خلف لقداسته ليجلس على كرسي مارمرقس؛ البابا الأنبا تواضروس ليكمل مسيرة أبينا المتنيح البابا شنوده الثالث. بركة صلواته تكون معنا وتشفع في ضعفاتنا. آمين