مر عام على انتقال أبينا المحب المحبوب البابا شنوده الثالث، وكتب عنه الكثيرون، إلا أن من عاشره عن قرب يجد أن الكلمات لا تقدر أن تصف عظمة هذا القديس.
فالبابا شنوده عاش كل كلمة علمها للناس قبل أن يقولها، ولهذا جاءت كلماته قوية تصل إلى القلوب، وجاءت بأفكار جديدية هزت الأفئدة وحررت العقول من ظلمات الجهل.
ولقد أحب شعبه بالحقيقة وأحس الناس بذلك وترجم هذا الحب المتبادل إلى هتاف جماهيرى كان الشعب يستقبله به وهو (بنحبك يا بابا).
هذا الحب الذى ظهر فى اهتمامه بالرعاية وبالعطاء وبالدفاع عن الكنيسة ومقاومة كل فكر غريب.
هذا الحب الذي أشبع شباب كنيستنا المتعلم فى منتصف القرن الماضى فأحبوه وأحبوا الله فى كلماته وتبعوه إلى الدير وانحلوا من محبة الكل صاروا قادة للكنيسة ونشروا تعاليمه.
أبي البابا شنوده بالرغم من اننى واثق أنك لازلت حيًا في وسطنا بتعاليمك وعظاتك إلا أنني أصرخ مُشتاقاً لك، إلى أبي الحنون اللطيف الذي كان يعرف ما بالقلب دون أن نصرح به، وكان يعطي التوجيه مختلطاً بالحب والتعليم في كل الوقت. الذي كان يسعى دائمًا إلى الكمال ويجذبنا وراءه لنجري معه، ساعين حسب قدرتنا لنلحق به.
آه يا أبي حقًا قال عنك الكتاب: "وإن مات يتكلم بعد ... بره يبقى إلى الأبد". اذكرنا أمام عرش النعمة.
البابا شنودة الثالث العاشق للصحراء